المشتقات المالية الإسلامية في منهج الأصالة والابتكار
بسم الله الرحمن الرحيم المشتقات المالية الإسلامية في منهج الأصالة والابتكار فتح الرحمن الحاج حامد مصرفي- بنك العمال…

بسم الله الرحمن الرحيم
المشتقات المالية الإسلامية في منهج الأصالة والابتكار
فتح الرحمن الحاج حامد
مصرفي- بنك العمال الوطني – باحث دكتوراه فى الهندسة المالية الإسلامية
مقدمة:
تمثل المشتقات المالية إحدى التطورات الرئيسة في الأسواق المالية التى ظهرت في القرن الأخير إذ نشأت وتطورت بشكل ملحوظ في الربع الأخير، وتعتمد المشتقات المالية كثيراً على أدوات مالية أساسية في السوق النقدي كالسندات والأسهم، ومن جهة أخرى يمكن استعمال المشتقات بهدف الحصول على الميزة الأفضل لاكتساب فرص مربحة متنوعة أو لتحويط المحفظة الإستثمارية ضد المخاطر المختلفة .
يهدف هذا المقال إلى بيان المشتقات المالية الاسلامية في إطار منهج الأصالة والابتكار.
اولاً: مفهوم المشتقات المالية:
يمكن تعريف المشتقات المالية بأنها أدوات مالية تستمد وتشتق قيمتها من أصول مالية و أدوات مالية ، قابلة للتداول وتستخدم لتحقيق المكاسب وخفض المخاطر .
ومن السمات الاساسية للمشتقات المالية هي التغطية ضد المخاطر التى تتعرض لها المؤسسات المالية وتنقسم المشتقات المالية إلى( العقود الأجلة، العقود المستقبلية، عقود الخيارات، عقود المبادلات أو المقايضات) .
ثانياً: مفهوم المشتقات المالية الإسلامية :
دأبت وتسابقت مؤخراً جهات مختلفة لأسلمة المشتقات المالية بعد ازدياد أهميتها في الأسواق العالمية، ونمو حجم تعاملاتها نمواً هائلاً، ويمكن القول أن أولى المحاولات لأسلمة المشتقات المالية كانت لما حاولت المؤسسات المالية الإسلامية إيجاد طريقة لتثبيت سعر شراء العملات فى المستقبل لحاجتها أو لحاجة عملائها أو التحوط من تقلب سعر العملة المراد شراؤها فى المستقبل، ثم تطور الأمر بعد ذلك وصار إلى محاولة أسلمة بعض عمليات المقايضة أي مقايضة إلتزامات الدفع المتغيرة بالثابتة . ( ابوزيد، 2014، ص 25) .
وتعرف المشتقات المالية الإسلامية بأنها عبارة عن عقود مالية أو مجموعة من العقود المالية المركبة ت التي تأخذ وتشتق قيمتها من أصول مالية أو عينية حقيقية ناتجة عن استثمارات حقيقية موافقة للشريعة الإسلامية .
وتتميز المشتقات المالية الإسلامية بالآتي:
– قائمة على أصول ومبادئ الشريعة الإسلامية .
– قابلة للتداول في الأسواق المالية .
– قائمة على استثمارات وأصول حقيقية .
– تتكون من مجموعة من العقود والأدوات المالية .
– تقوم على اقتسام ومشاركة المخاطر .
ثالثاً: منهج الأصالة والابتكار:
يقوم منهج الأصالة والابتكار على البحث عن الاحتياجات الفعلية للعملاء والعمل علي تصميم المنتجات المناسبة لهم، الأمر الذي يتطلب مايلي: (غربي، 2017م، ص 96)
– دراسة مستمرة لاحتياجات العملاء، والعمل على تطوير الأساليب التقنية والفنية اللازمة لها، وذلك لضمان الكفاءة الاقتصادية للمنتجات المالية الإسلامية .
– وضع أسس واضحة لصناعة هندسة مالية إسلامية مستقلة عن الهندسة المالية التقليدية.
– المحافظة على أصالة الصناعة المالية الإسلامية والسماح لها بالاستفادة من منتجات الصناعة التقليدية، ما دامت تعي بمتطلبات المصداقية الشرعية .
– لاشك أن هذا المنهج أكثر كلفة من التقليد والمحاكاة، ولكنه في المقابل أكثر جدوى وأكثر إنتاجية (التكلفة تكون غالباً مرتفعة في بداية تطبيق المنتج، ثم بعد ذلك تنخفض).
رابعا: المشتقات المالية الإسلامية في إطار منهج الأصالة والابتكار:
يقوم منهج الابتكار على ابتكار وتطوير منتجات مالية جديدة تلبي حاجات المؤسسات المالية الإسلامية وعملائها وحاجات المستثمرين المختلفة، ويمكن أن تتبع المشتقات المالية الإسلامية في إطار هذا المنهج لابتكار مشتقات مالية إسلامية توافق بين حاجات السوق و متطلبات الشريعة الإسلامية بعيداً عن محاكاة المشتقات المالية التقليدية كالآتي:
1/ تبدأ المشتقات المالية الإسلامية في إطار منهج الابتكار بفكرة إبداعية ناتجة غالبا من الدراسات والبحوث التطويرية والحاجة الماسة من المؤسسات المالية الإسلامية .
2/ تحتاج المشتقات المالية الاسلامية المبتكرة لطريقة عمل لتوضيح آليات والمخرجات النهائية .
3/ التكييف الشرعي للمشتقات المالية الإسلامية و الفتاوى سمة أساسية لقبول أو رفض المشتقات المالية الإسلامية المبتكرة.
4/ تحديد الغرض من المشتقات المالية الإسلامية المبتكرة (تغطية المخاطر المالية أو للمضاربة وتحقيق الأرباح، أو لتوفير السيولة ) .
5/ اختيار القالب من الأدوات المالية الإسلامية المرنة التي يمكن تكييفها بسهولة لتصميم المشتقات المالية الإسلامية (السلم، والاستصناع …الخ) نموذجاً .
خامسا: الخلاصة:
حاولنا من خلال هذا المقال التعرف على جزء يسير من المشتقات المالية ومدى إمكانية ابتكار مشتقات مالية موافقة للشريعة الإسلامية خالصة في إطار منهج الأصالة والابتكار وعليه يمكن ابتكار مشتقات مالية موافقة للشريعة الإسلامية اذا تم مراعاة الآتي:
– استخدام الأدوات المالية الاسلامية التي تقوم على أصول حقيقية (الصكوك) نموذجاً
– البعد عن محاكاة المشتقات المالية التقليدية بقدر الإمكان .
– استخدام الأدوات المالية التي تقوم على المشاركة واقتسام المخاطر .
– البعد عن الربا والغرر
– تصميم وتطوير المشتقات المالية الإسلامية حسب نوع المخاطر المالية التي تواجه المؤسسات المالية الاسلامية .
أخيرا: المصادر والمراجع :
1-د. عبد الحليم عمار غربي، الصناعة المصرفية الإسلامية– ماضيها وحاضرها ومستقبلها، (الرياض: مركز أبحاث فقه المعاملات الإسلامية، 2017م) .
2- عبد العظيم ابوزيد، التحليل الفقهي والمقاصدي للمشتقات المالية، (الرياض: جامعة الملك عبد العزيز، مجلة جامعة الملك عبد العزيز: الإقتصاد الإسلامي، مج(27)، العدد(3)، 2014م)